إسرائيل وإيران في مواجهة عسكرية غير مسبوقة

مواجهة عسكرية غير مسبوقة

تصعيد خطير في الشرق الأوسط: إسرائيل وإيران في مواجهة عسكرية غير مسبوقة

شهد يوم الجمعة الماضي الثالث عشر من شهر يونيو عام 2025 تحولاً كبيراً وجوهرياً في الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران، حيث انتقل الصدام من حرب الظل إلى اشتباك عسكري مباشر وواسع النطاق. في عملية مفاجئة في وقت مبكر من يوم الجمعة، شنت إسرائيل هجوماً جوياً واسعاً على أهداف استراتيجية بعيدة في داخل إيران، لترد طهران في مساء ذلك اليوم بهجوم صاروخي غزير وبطائرات بدون طيار كبير الحجم باتجاه إسرائيل، مما دخل بالمنطقة في مرحلة جديدة من التوتر غير المتوقع النتائج.

الهجوم الإسرائيلي فجراً

مع بزوغ فجر يوم الجمعة، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة أُطلق عليها اسم "الأسد الصاعد". وبحسب تقارير استخباراتية وعسكرية، شاركت في الهجوم قرابة 200 طائرة مقاتلة، من ضمنها طائرات الشبح "إف-35"، واستهدفت أكثر من 100 موقع حيوي داخل إيران.

تركزت الضربات على أهداف ذات أهمية استراتيجية بالغة، شملت:

  • منشآت نووية: تعرضت مواقع حساسة لأضرار، بما في ذلك محيط منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم ومنشأة فوردو.
  • قواعد عسكرية ومقار للحرس الثوري: تم قصف قواعد جوية ومراكز قيادة وسيطرة تابعة للحرس الثوري الإيراني.
  • اغتيال شخصيات بارزة: أفادت مصادر إيرانية بمقتل ما لا يقل عن ستة من علمائها النوويين في هذه الضربات، بالإضافة إلى قادة عسكريين كبار.

وقد وصفت وسائل إعلام إسرائيلية الهجوم بأنه يهدف إلى "تغيير قواعد الاشتباك" بشكل كامل مع إيران. وأشارت تقارير أولية من الجانب الإيراني إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء الهجمات الإسرائيلية.

الرد الإيراني الساحق مساءً

لم يتأخر الرد الإيراني. ففي ساعات المساء، أعلن الحرس الثوري الإيراني بدء عملية "الوعد الصادق 3"، رداً على "العدوان الصهيوني". وشنت إيران هجوماً هو الأول من نوعه من حيث الحجم والنطاق، بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية وأسراب من الطائرات المسيرة الانتحارية مباشرة من أراضيها باتجاه إسرائيل.

دوت صفارات الإنذار في معظم أنحاء إسرائيل، من الجنوب إلى الشمال، وسُمع دوي انفجارات عنيفة في سماء القدس وتل أبيب ومناطق أخرى. ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن اعتراض نسبة كبيرة من الصواريخ والمسيرات عبر منظومات الدفاع الجوي "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، إلا أن عدداً من الصواريخ نجح في اختراق الدفاعات وتسبب في أضرار كبيرة.

وأكدت خدمات الطوارئ الإسرائيلية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، بعضهم في حالات حرجة، نتيجة سقوط صواريخ بشكل مباشر على مبانٍ سكنية في مدينتي تل أبيب ورمات غان، حيث عملت فرق الإنقاذ لساعات لانتشال عالقين من تحت الأنقاض.

تداعيات دولية وحالة تأهب قصوى 

أعلن كلا البلدين حالة الطوارئ والتعبئة العامة. وأغلقت إسرائيل مجالها الجوي بشكل كامل، كما تم تحويل الرحلات الجوية في معظم أنحاء المنطقة. وتوعد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بأن إسرائيل "ستنال عقابها"، بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "الرد لم ينته بعد".

وقد أثارت هذه التطورات قلقاً دولياً بالغاً، حيث دعت الأمم المتحدة والعديد من القوى العالمية إلى وقف فوري للتصعيد وضبط النفس، محذرة من أن انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة سيكون له عواقب كارثية على الأمن والسلم الدوليين.

لا يزال التوتر سيد الموقف فجر اليوم السبت، مع ترقب لردود الفعل القادمة من الطرفين، في يوم سيبقى محفوراً في تاريخ الصراع الإسرائيلي الإيراني باعتباره اليوم الذي تحولت فيه الحرب الخفية إلى مواجهة مباشرة وعلنية.

تعليقات